نغم الحياة ادارة المنتدى
عدد الرسائل : 150 العمر : 38 الهواية : عدد الأوسمة : الجنس : أنثي تاريخ التسجيل : 18/08/2008
| موضوع: وصية لاجىءْ الأربعاء أغسطس 20, 2008 9:25 pm | |
| وصية لاجىءْ
أنا يا بنى غداً سيطوينى الغَسق لم يبق من ظـــــل الحـــياة سوى رَمـق و حطام قــلب عــــاش مشـبوب القــلق قد أشـــرق المصـــباح يوماً و إحــترق جَفـتْ به آماله حتى إخـــتنق .... * * * * * فإذا نفضت غبار قبري عن يدِكْ و مضيت تلتمس الطريق الى غدِكْ فأذكر وصية لاجىءٍ تحت التراب سلبوه آمال الكهولة و الشباب * * * * * مأسـاتنا مأســاة ناس أبرياء و حكاية يغلى بأســطرها الشقـاء حملت الى الآفــاق رائحــة الدمـء و جريمتى كانت محـاولة البقــاء أنا ما إعتديت و لا إدخرتك لاعتـــداء * * * * * لكن لثــــأر نبعــــــه دام .. هـــــــــــنا بين الضـلوع جــعلته كل المُــــــــــنى و صبغت أحــلامي به فوق الهضــاب و ظمِئْتُ عمـري ثم مُتُ بلا شـــراب * * * * * كـــــانت لنا دار و كــــان لنا وطـــــــن ألقـت به أيدي الخــــــــيانة للمـــــحـن و بذلت فى إنقـــــاذه أغــــــلى ثـــــمن بيدى دفـــــــنت أخــاك فيه بلا كـــــفـن إلا الدمـــــاء ، و ما ألم بي الوهـــــن * * * * * إن كـنت يوما قـد ســـــكبت الأدمعــــا فلأننى حمـلت فقــــــدهما .. معـــــــــا جـرحان فى جنبى : ثكلٌ و إغـــــتراب ولدٌ ضاعَ.. و بـلدةٌ رهـن العــــــذاب * * * * * تلك الربوع هناك قد عَرِفَتْكَ طفـــــــلا يجنى السنا و الزهر حين يجوب حقلا فاضت عليك رياضها ماءاً و ظــــــــلا و اليوم قد دهـمت لك الأحداث أهـــلا و مروجك الخضراء تحني الهــام ذلا * * * * * حيفا تأنُ ، أما سمعت أنين حــــــــــيفا ؟ و شممت عن بعد شذى الليمون صيفا ؟ تبكي فإن لمحت وراء الأفق طـــــــيفا سألته عن يوم الخـــلاص متى وكيفَ هي لا تريدك أن تعيش العمر ضــــيفا * * * * * هم أخرجوك فعد إلى من أخــــرجوك فهناك أرض كان يزرعـــــــــها أبوك قد ذقت من أثمارها الشــــهد المذاب فإلام تتركـــها لألسنة الحــــــــــراب؟ * * * * * إن جئتها يوماً وفى يدك الســـــــلاح و طلعت بين ربوعها مثل الصـــــباح فاهتف على سمع الروابي و البطاح إنى أنا الأمس الذى ضمد الجـــــراح لبيك يا و طنى العزيز المســــــــتباح * * * * * أولست تذكرنى أنا ذاك ا لـــــــــغلام ؟ من أحرقوا مأواه فى جنح الظــــلام بلهيب نــــــار حولـــها رقص الذئاب لَفَتْ حياتى بالدخــــان و بالضـــــباب * * * * * لا تبكينَ فما بكـــت عين الجــــــــناة هى قصة الطغيان من فجر الحــــياة فارجع الى بلد كــــنوز أبى حـــــصاه قد كنت أرجو أن أمـوت على ثــــراه أمل ذوى ، ما كان لى أمـــــل سـواه * * * * * فإذا نفضت غــــبار قـــبرى عن يدك و مضيت تلتمس الطــريق الى غدك فاذكر وصية لاجئ تحـــت الـــــتراب سلبوه آمال الكـــهولة و الشــــــباب
بقلم / هاشم الرفاعى | |
|